عاشوراء .. يوم عظيـم من أيام الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته وصحبه أجمعين وبعد :
فهذه ورقة تتضمن أربع مسائل تتعلق بصيام يوم عاشوراء
[أولها]
مسألة فضل صوم يوم عاشوراء
[وثانيها]
هل يكفر صوم يوم عاشوراء الكبائر ؟!!
[وثالثها]
مسألة استحباب صوم يوم التاسع مع صوم عاشوراء
[ورابعها]
مسألة هل يكره إفراد صوم عاشوراء ، أي صومه دون يوم قبله ويوم بعده
[1] فأما يوم عاشوراء فإنه [ من أيام الله ]
[ يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه.]
صيام يوم عاشوراء فإنه يكفر السنة الماضية لقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم
[ صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية و مستقبلة و صوم عاشوراء يكفر سنة ماضية ] رواه مسلم وغيره
## لكن صومه مستحب غير واجب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه و من شاء تركه ]
رواه مسلم وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
## أما كون يوم عاشوراء [ من أيام الله ]
[ يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه.]
فلما ثبت في صحيح الإمام مسلم وغيره :
[[ عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة.
فوجد اليهود صياما، يوم عاشوراء. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ "
فقالوا: هذا يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه.
فصامه موسى شكرا. فنحن نصومه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم
" فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأمر بصيامه ]]
## ولعظم هذا اليوم فقد بوب البخاري في صحيحه : باب:
[ وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا ،
حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل
وأنا من المسلمين ]
وبوب البخاري رحمه الله أيضا في صحيحه باب:
قوله: [ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا
في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى. فأتبعهم فرعون بجنوده
فغشيهم من اليم ما غشيهم ، وأضل فرعون قومه وما هدى ]
وقال تعالى [ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ]
[2] وأما السؤال هل يكفر صوم يوم عاشوراء الكبائر ؟!!
فجوابه أن الصلاة وصيام رمضان أعظم من صيام عاشوراء
ومع هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان
مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ] رواه مسلم والترمذي
## قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
[ وتكفير الطهارة والصلاة وصيام رمضان وعرفة وعاشوراء
للصغائر فقط وكذا الحج لأن الصلاة ورمضان أعظم منه ]
الكبرى م4ص 428 والاختيارات ص 65
## قال النووي رحمه الله
[ يُكَفِّرُ ( صيام يوم عرفة ) كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ ,
وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ . ]
أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة.
فأوصي إخواني بالتوبة والندم قبل أن تبلغ الروحُ الحلقومَ
فـــ [الندم توبة و التائب من الذنب كمن لا ذنب له ]
[3] وأما استحباب صوم يوم التاسع مع صوم عاشوراء
فدليلها قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ]
رواه مسلم م2ص798 برقم1134 ك الصيام ورواه غيره
قال الحافظ ابن القيم في تهذيب سنن أبي داوود :
[ يصام يوم قبله أو يوم بعده ] م3ص324 قال ابن حجر : "
ولأحمد من وجه آخر عن ابن عباس مرفوعا :
[صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، صوموا يوما قبله أو يوما بعده ]
وهذا كان في آخر الأمر ...
وهذا الحديث أورده الحافظ مرفوعا وسكت عنه في الفتح
وفي تلخيص الحبير وأورده ابن القيم مرفوعا أيضا وسكت عنه
في الزاد رحمهما الله ؛ لكن قال الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار :
" رواية أحمد هذه ضعيفة منكرة من طريق داوود بن علي عن أبيه عن جده ،
رواها عنه ابن أبي ليلى .
" ورجح الإمام الألباني رحمه الله أيضا ضعف هذه الرواية
وأورها في ضعيف الجامع الصغير .
[4] وأما إفْرَادُ يوم عاشوراء بالصوم دون صوم التاسع والحادي عشر فلا حرج فيه
## قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله :
[ صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَلا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ ... ]
الاختيارات ص10
## وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة
الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله :
[ يجوز صيام يوم عاشوراء يوماً واحداً فقط ، لكن الأفضل صيام يوم قبله أو يوم بعده ] ،
وهي السُنَّة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
" لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " قال ابن عباس رضي الله عنهما:
( يعني مع العاشر)وبالله التوفيق .
المصدر : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الله يوفق الكل لكل خير..
لكم ودي