سُـئلت سيدة : كيف تستطيعين المحافظة على هدوء أعصابك رغم مشكلاتك
الكثيرة ــ وبدون تناول حبوب مهدئة ؟
قالت : انني أتقن البكاء عندم أريد .
.................................................
إن خبراء الصحة النفسية يؤكدون ( أن البكاء دواء ) والانسان هو الوحيد
في عالم الأحياء الذي يذرف الدموع في حالتي السعادة والحزن .
لقد وهبنا الله تعالى في التكوين الجسمي مسلكين عصبيين لدموع العينين .
أحدهما مسلك ( الدموع الانعكاسية آليا ) إذا أصاب العين مهيج .
والآخر هو مسلك ( للدموع الانفعالية العاطفية ) عندما ترى العين
أو تسمع الأذن مثيرا في فرح أو حزن شديدن ـــ
وهذان الدمعان مختلفان . فالدموع العاطفية فيها تركيب بروتيني
أكثر من الأخرى ــ وهذا الاختلاف في التركيب الكيميائي هو الذي
يجعلنا نشعر باحساس ارتياحي بعد نوبة للبكاء ــ لإن البكاء يخلص الجسم
من مواد كيميائية معينة تنطلق من غدد وأعصاب في الدورة الدموية أوقات
التوتر العاطفي ــ والانفعالي ...
لذا فإن حبس الدموع يمنع الانسان من التعبير السليم عن عواطفه مما يؤدي
إلى الكبت وآثار نفسية سيئة .
فالدموع لم يهبها الرب للإنسان إلى لحكمة عظيمة يعبر بها عن عواطفه
وأحاسيسه وكذلك جعلها له متنفسا يخرج عما يكبته في داخله .
فالبكاء كثير ما يحمي الانسان من أمراض مثل : القرحة أو ارتفاع ضغط الدم
وهذان المرضان يصيبان الرجال أكثر من النساء ...
ولعل السبب في ذلك : أن المجتمع يعتبر بكاء الرجل نقصا في رجولته ، والدموع
ضعفا في شخصيته فلا يجد متنفسا عن توتره واحباطه ...
أما المرأة ، فإن المجتمع يقبل دموعها ويستحسن ذلك ، بل أن دموع
المرأه تكون سلاحا ماضيا للوصول إلى ماتريد بأقصر الطرق ...
ولا شك أن أفضل وأرقى الدموع تلك التي خرجت من عين بكت من خشية الله ....
تحياتــــــــــــــــي ...