السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نقلت لكم ـ عزيزاتي ـ هذه الفتوى من موقع المسلم للفائدة ..
السؤال :
ما حكم تقديم الطالب هدية لمعلمه؟ وهل يجوز للمعلم أخذ هذه الهدية هذا أولاً .
ثانياً : لو طلب المعلمون من الطلاب إحضار وجبة إفطار ليتم إفطار الطلاب ومنسوبي المدرسة من باب إطعام الطعام ومشاركة الطلاب في المجتمع ، وتعويدهم على المشاركات ، فهل يجوز فعل ذلك؟ مع أن المعلمين يعلمون من الذي أحضر الإفطار من الطلاب.
أتمنى التفصيل في ذلك ، أثابكم الله وكتب لكم الأجر والمثوبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فالأصل في تقديم الطالب هدية لمعلمه،أو الأصل في قبول هدايا العمال التحريم؛ لأن النبي _عليه الصلاة والسلام_ قال في حديث ابن اللتبية الثابت الصحيح، لما بعث رجلاً على الصدقة فجاء، فقال: "هذا لكم وهذا لي، فقال _عليه الصلاة والسلام_ : فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً" أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي حميد الساعدي _رضي الله عنه_. وفي مسند الأمام أحمد بسند صحيح من حديث أبي حميد الساعدي _رضي الله عنه_ أيضاً مرفوعاً "هدايا العمال غلول" . فالأصل أن هذا محرم ولا يجوز، يضاف إلى ذلك إذا كانت الهدية من أجل الوظيفة، من أجل عمالته ووظيفته، وأنه لولا أنه عامل أو موظف لم يُهدَ إليه فإن هذا لا يجوز، أما إذا كانت الهدية لأجل قرابة وأهدى إليه لا لأجل العمله، أو لكونه بينهم تهادٍ فإن هذا لا بأس به، لكن كونه يعمل ثم أهدى إليه، فنقول بأن هذا لا يجوز، واستثنى بعض العلماء من ذلك ما إذا أخذها المعلم بقصد المكافأة، يعني إذا أخذها المعلم وكافأ التلميذ عليها بهدية مثلها لا برفع درجاته، فإن هذا استثناه بعض أهل العلم من التحريم، ولعله جيد. أما مسألة الطعام الذي يطلب المدرسون إحضاره من الطلاب، فالذي يظهر أنه لا يجوز؛ اللهم إلا إذا كان هذا الطعام سيأكله الطلبة، فالمصلحة التي تترتب من هذا يمكن أن تُجعل للطلاب بينهم خاصة دون الأساتذة، وهذا الطريقة تحث جميع الطلاب فيحضروا طعاماً، ولا يخصص طلاب بعينهم، بل كلٌ يدفع جزءاً يسيراً . ثم بعد ذلك المدرسون أيضاً، يقومون بإحضار طعام آخر؛ لكي يحصل التعاون والتكامل، ولتتحقق المصالح المرجوة من وراء ذلك، والله _تعالى_ أعلم . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..