شكرا لكاتبة الموضوع على هذا
ولكن يجب التأكد من المصدر قبل وضعه في موضوع حيث أن أمور الدين غير قابلة للأخذ من أي مصدر
وعندي دليل على أنه غير صحيح أن السموات لها أسماء وألوان
و أنقل لك التالي و إنظر إلى تعليقات أهل العلم
روى أبو الشيخ في كتابه " العظمة " ( صحيفة : 304 ) قال حدثنا أحمد بن محمد حدثنا ابن البراء حدثنا عبدالمنعم عن أبيه عن وهب عن أبي عثمان النهدي قال : قلنا لسلمان رضي الله عنه حدثنا عما فوقنا من خلق السموات وما فيهن من العجائب فقال سلمان رضي الله عنه : ( نعم خلق الله عز وجل السموات السبع وسماهن بأسمائهن ، وأسكن كل سماء صنفا من الملائكة يعبدونه ، وأوحى في كل سماء أمرها ، فسمى سماء الدنيا برقيعا ، فقال لها : كوني زمردة خضراء ، فكانت وسمى السماء الثانية : أرقلون ، وقال لها : كوني فضة بيضاء ، فكانت ، وجعل فيها ملائكة قياما مذ خلقهم الله عز وجل ، وسمى السماء الثالثة : قيدوم ، وقال لها : كوني ياقوتة حمراء فكانت ، ثم طبقها ملائكة ركوعا لا تختلف مناكبهم صفوفا قد لصق هؤلاء بهؤلاء وهؤلاء بهؤلاء طبقا واحدا ، لو قطرت عليهم قطرة من ماء ما تجد منفذا ، وسمى السماء الرابعة : ماعونا ، وقال لها : كوني درة بيضاء ، فكانت ، ثم طبقها ملائكة سجودا على مثال الملائكة الركوع ، وسمى السماء الخامسة : ريعا ، وقال لها كوني ذهبة حمراء فكانت ، ثم طبقها ملائكة بطحهم على بطونهم ووجوههم وأرجلهم في أقصى السماء من مؤخرها ورؤوسهم في أدنى السماء من مقدمها ، وهم البكاؤن يبكون من مخافة الله عز وجل فسماهم الملائكة النواحين ، وسمى السماء السادسة : دفتا ، وقال لها كوني ياقوتة صفراء فكانت ، ثم طبقها ملائكة سجودا ترعد مفاصلهم وتهتز رؤوسهم لهم أصوات عالية يسبحون الله تعالى بها ويقدسونه لو قاموا على أرجلهم لنفذت أرجلهم تخوم الأرض السابعة السفلى ولبلغت رؤوسهم السماء السابعة العليا سيقومون على أرجلهم يوم القيامة بين يدي رب العالمين تبارك وتعالى ، وسمى السماء السابعة العليا : عريبا ، وقال لها : كوني نورا فكانت نورا على نور يتلألأ ، ثم طبقها ملائكة قياما على رجل واحدة تعظيما لله عز وجل لقربهم منه وشفقهم من عذابه ..... ) إلى آخر الأثر وهو طويل ونكارته ظاهرة .
قال السيوطي : إسناده واهٍ .
قلت : وآفته عبدالمنعم بن إدريس ، كذبه جماعة من الأئمة , ترجم له في ( الضعفاء للعقيلي : 3/112 ) ، و ( الكامل : 5/337) ، و ( ميزان الاعتدال : (2/668) ، و ( لسان الميزان : 4/73-74) .
( خبر آخر ) :
وكذلك روى إسحاق بن راهويه في " مسنده " [ المطالب العالية : 4/46 ] ، والطبري في " تفسيره " ( 24/64) وابن المنذر في " تفسيره " ، وابن أبي حاتم في " تفسيره " ، والطبراني في " الأوسط " ( 6/15) ، وأبو الشيخ في " العظمة " ( صحيفة : 195 ) (1) من حديث جعفر بن محمد بن عمران ثنا حكام بن سلم [ عن أبي جعفر الرازي (2)] عن الربيع بن أنس قال : ( السماء الدنيا موج مكفوف ، والثانية صخرة ، والثالثة حديد ، والرابعة نحاس ، والخامسة فضة ، والسادسة ذهب ، والسابعة ياقوتة ) .
قال الطبراني : لا يروى هذا الحديث عن الربيع بن أنس إلا بهذا الإسناد تفرد به حكام بن سلم .
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 8/ 132 ) : ( رواه الطبراني في " الأوسط " هكذا موقوفاً على الربيع ، ولعله سقط من النسخة ، وفيه أبو جعفر الرازي وثقه أبو حاتم وغيره ، وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله ثقات ) .
قلت : أما السقط فلا سقط ، كما هو مبين في المواطن الأخرى ، ولم يدقق البوصيري العبارة في " الزوائد " وقال : ( رواه إسحاق بن راهويه في مرسلاً ! ورواته ثقات ) ، فلا إرسال فيه ، وإنما هو من قوله ولا يلزم من كونه إخبار عن أمرٍ غيبي أن يكون مرسلاً ، إذ قد يكون من أخبار بني إسرائيل وهو كذلك .
وأما إسناده : وبلا شك أن رواته قد وثقوا ، وفي روايات أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس كلام .
قال ابن حبان : الناس يتقون من حديثه – أي الربيع بن أنس – ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً (3) .
قلت : ولو قيل بحُسن إسناده ، فإنه مقطوع لا تقوم بمثله الحجة في مثل هذا الباب ، فالربيع من صغار التابعين ، ويشبه أنه تحمله من مرويات بني إسرائيل ، والله أعلم .
( خبر آخر ) :
وروى أبو الشيخ في " العظمة " ( صحيفة : 195) قال حدثنا إبراهيم ثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة عن عليّ رضي الله عنه أنه قال : ( اسم السماء الدنيا رقيع ، واسم السماء السابعة الضراح ).
قلت : أبو أحمد هو الزبيري محمد بن عبدالله بن الزبير ، وفي إسناده أبو إسحاق السبيعي وهو موصوف بالتدليس وقد عنعنه هنا ، وهبيرة خال زوجته العالية ، وهذا الأثر عن علي أصح من الأخبار السابقة , والله أعلم .
وجاء في تسمية السماء الدنيا بالرقيع أحاديث صحاح مرفوعة ، سميت بذلك لأنها مرقعة بالنجوم .
هذا ما وقفت عليه من تسمية طباق السماوات ، أما تسمية السماء الدنيا فروي فيها أحاديث وأسماء عدّة ليست محل إجابة السؤال ، والمقصود أنني لا أعلم روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح تسمية كل سماء ، وما نقل لا يتعدى أن يكون من الإسرائيليات ، وقد تضاربت الأخبار بين شخصٍ وآخر ، فكما تقدم من خلاف بين أسماء بعضها ، وكذلك :
ذكر في " الصحاح " : أن اسم السماء السابعة : برقع .
وفي " لسان العرب " : عن الأزهري قال : قال الليث : البرقع اسم السماء الرابعة .
وكذا في " محيط اللغة " ، وحكاه في " تاج العروس " ، وذكر أن الأولى تسمى بـ : الرقيع ، وفي موطن آخر من كتابه ذكر أنه تسمى بالأرقع ! .
وشابه أثر سلمان رضي الله عنه في تسمية السماء السابعة : ابن الأثير في " غريب الحديث " ، ولكن قال : عروباء ، ونقله عنه أيضاً صاحب " لسان العرب " .
وذكر الخليل بن أحمد في " العين " أن السماء الدنيا تسمى بـ : الصاقورة ! .
وقيل : هي اسم السماء الثانية ! .
وفي شعر أمية بن الصلت أنها الثالثة فقال :
وبنى الإله عليهم صاقورة ****** صماء ثالثة تماع وتجمد
وهو كذلك في " لسان العرب " و " المحيط في اللغة " و " تاج العروس " ، وذكروا بيت أمية .
وفي " محيط اللغة " أن الحافورة اسم السماء الرابعة ! ، وذكره الخارزنجي أيضاً .
ونقل القرطبي في " تفسيره " عن المهدوي عن جابر بن زيد أن سجيل اسم للسماء الدنيا ! .
قال القرطبي : وحكاه الثعلبي عن أبي العالية .
وذكر القرطبي استدراك ابن عطية بأنه منقوض بوصفه أنه ( منضود ) .
وعلى العموم أن معرفتها من الفضول ، وما كلّف به العبد من معرفة توحيد الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أولى من التعمق في معرفة اسم كل سماء ! ، إذ لا ينبني على ذلك دين ولا عقيدة ، خاصة وأن مصدرها لا يثبت بما تقوم به الحجة ، والله ولي التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
فهذا يدل دليلا قاطعا على أن الكلام غير صحيح