. العزوف عن الزواج بحجة الدراسة أو أنها صغيرة في السن وغير ذلك:
فمن الأخطاء الجسيمة التي تقع فيها الفتيات رفض الخطاب بحجة تكميل التعليم وقد يأتيها الشاب صاحب الدين ولكن تقدم عليه التعليم ويظل بها الأمر هكذا حتى تصل إلى مرحة العنوسة وتتمني ساعتها نصف رجل وتتحسر عندما تسمع أحد الأطفال وهو ينادي على أمه ويقول أمي.
* وإليكم هذه القصة لتروا فيها قيمة الحياة الزوجية عند النساء
تقول إحداهن في حسره: كنت في الخامسة عشره من عمري وكان الخُطاَب يتقدمون إلىٌ من كل حدب وصوب وكنت أرفض بحجة أنني أريد أن أصبح طبيبة ثم دخلت الجامعة وكنت أرفض الزواج بحجة أنني أريد ارتداء معطف أبيض على جسمي، حتى وصلت إلى سن الثلاثين وأصبح الذين يتقدمون إلى هم من فئة المتزوجين ، وأنا أرفض وأقول بعد هذا التعب والسهر أزوج إنسانا متزوجا كيف يكون ذلك عندي المال والنسب والشهادة العليا وأتزوج شخصاً متزوجاً.
سبحان الله ، نسيت هذه المسكينة أن سن الثلاثين غير مرغوب فيه من قبل الشباب لأسباب كثيرة ولذلك فكرت بقلبها وقالت ذلك القول.
ووصلت بعدها إلى سن الخامسة و الأربعين وصارت تقول : أعطوني نصف زوج
* ويروي لنا الدكتور ناصر العمر- – كما في رسالته السعادة بين الوهم والحقيقة عن امرأة عانس وهي طبيبة جعلت تصرخ وتقول: "خذوا شهادتي وأعطوني زوجاً "
تقوم السابعة من صباح كلي يوم وقت يستفزني يستمطر أدمعي لماذا ؟
أركب خلف السائق متوجه إلى عيادتي بل مدفني بل زنزانتي ، ثم تقول: أجد النساء بأطفالهن ينتظرنني وينظرن إلى معطفي الأبيض وكأنه برده حرير فارسيه وهو في نظري لباس حداد علي ثم تواصل قولها: أدخل عيادتي أتقلد سماعتي وكأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي ، العقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافه حول عنقي والتشاؤم ينتابني على المستقبل ثم تصرخ وتقول
خذوا شهاداتي ومعاطفي وكل مراجعي وجالب السعادة- تعني المال- وأسمعوني كلمة ماما
ثم تقول هذه الأبيات
لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة فقد قيل فما نالني من مــقالها
فقل للتي كانت تري في قدوه هي اليوم بين الناس يرثي لحالها
وكل مناها بعض طفل تضمه فهل ممكن أن تشتريه بــمالها
2. التساهل في اختيار الزوج:
فكما أن الإسلام أمر الخاطب أن يتحرى الدقة في اختيار الزوجة وجعل لذلك شروطا ينبغي التزامها لتكوين الأسرة المسلمة
كذلك فإن اختيار الزوج الصالح مسئولية مشتركة بين المرأة أو الفتاه ووليها، فاختيار الزوج حق للمرأة فينبغي أن تحسن الاختيار ولا تتساهل في هذا الأمر
* يقول الغزالي كما في "الإحياء"
والاحتياط في حقها أهم لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلص لها والزوج قادر على الطلاق بكل حال.
* وتقول أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها-
النكاح رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته.
* ويقول ابن الجوزي :
" إن النساء شقائق الرجال، فكما أن الرجل تعجبه المرأة فكذلك الرجل يعجب المرأة "
ومن هنا وجب على الولي وعلى المرأة أن يتخيرا زوجاً طيبا أصيلاً
وللمرأة حق في أن تختار الرجل الذي ستقاسمه حياته وتظل تحت سلطانه بقية عمرها.
وعلى الولي أن يختار لكريمته فلا يزوجها إلا لمن له دين وخلق وشرف وحسن سمت فإن عاشرها عاشرها بمعروف وإن سرحها سرحها بإحسان.
ولا يتساهل في تزويجها من عاص أو فاسق أو تارك للصلاة أو شارب خمر أو صاحب وظيفة مشبوهة أو يملك الأموال الكثيرة دون دين فإن فعل ذلك فقد جني على دينها وتعرض لسخط الله وكانت فتنة في الأرض وفساد كبير من قطع للأرحام ، وإن يخرج من صلب هذا الرجل من لا يعرفون لله حقا فيتجرءون على معاصي الله تعالي فينتشر الفساد في الأرض .
وصدق الحبيب حيث قال كما عند الترمذي بسند فيه مقال وحسنه البعض كالألباني – لشواهده من حديث أبي هريرة " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"
. الزواج بغير إذن وليها:
فلا يصح النكاح بدون ولي:
قال تعالي { فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: 5)
وقال تعالي حكاية عن صالح مدين { إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}( القصص :27)
فقد تولى هو النكاح فدل على أن لاحظ للمرأة فيه وهو مقتضي قوله تعالى
{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}( النساء: 31)
1- وأخرج الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما عن أبي موسي الأشعريأن النبي قال
" لا نكاح إلا بولي"
2- وأخرج أبو داود وصححه الألباني أن النبي قال " أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له "