قصيدة : عاش الحذاء | [معتصم الحريري]
عاشَ الحِذاءْ
وَذلّ رأسُ الشَّر والأشرارِ
مَصَّاصُ الدِّماءْ
عاشَ الحذاءْ
يطيرُ مِن فوقِ الكراسي
حاملاً كلّ الرجولةِ والفحولةِ والإباءْ
عاش الحذاءْ
وعاش صاحِبُهُ العظيمُ
وباركتهُ يَدُ السّماءْ
يا قاذفاً غَضَبَ الشّعوبِ
على التّغطرُسِ والبَلاءْ
يا أيّها المجنونُ وَعْياً
أيّها المشْحونُ إيماناً وطُهْراً وانْتماءْ
يابنَ الفراتِ ونَسْلَ دِجلةَ
يا سليلَ الشُّرفاء
يا حافظاً درسَ (الحسينِ)
هلِ الحُسينُ سوى الفداءْْ
باعوكَ أذنابُ العمالةِ
تاجروا بالشعبِ
ثمَّ تمترسوا خلف الرّياءْ
إقذفْ حذاءكَ إِنَّكَ التاريخُ
يُكْتَبُ بالحقيقةِ
بعدما قدْ زوَّرُوهُ وحرَّفوهُ بلا حياءْ
إقْذِفهُ وامْسَحْ دمعةَ الأيتام ِ
في ليلِ العراقِ
وظلمةَ الحزنِ المُخيِّم في البيوت وفي النِّساءْ
أثلجتَ صدرَ الرافدينِ
وصَفَّقَ القُدسُ الجريحُ
وقامَ يُهدِيكَ الدُّعاءْ
أَحْرِجْ جُمُوعَ الخائفينَ
النَّابتينَ على النفاقِ
الرّاكضينَ إلى الوراءْ
أَحْرِجْ عُقودَ النِّفطِ
تَحْتَ الطّاولاتِ
هُناكَ في دُنْيا الخَفاءْ
عَكِّرْ تِجَارَتَهُمْ بِسُخْطِكَ
قُلْ لَهمْ:
أنّ العراقَ إذا تَربَّدَ وَجْهُهُ غَضَباً
سيفعلُ ما يَشاءْ
وَبِأَنَّ مِنْ خَلْفِ الحِذاءِ
هناكَ مَلحمةٌ سَيشربُ حرفُها لونَ الدماءْ
حُيِّيتَ (مُنْتظراً)
صَدَقْتَ الحُبّ واخترتَ النّقاء
وَرضيتَ (بَغداداً) لِعِشْقِك َ
لمْ تَغِبْ عنْ ناظريكَ عُيونها
وجمالها عندَ المساءْ
لم تنسَ قاماتِ النخيلِ
الشّامخاتِ على ضفافِ النَّهرِ
في بَردِ الشِّتاءْ
كلاَّ ولا هَمْسَ الحَضارةِ
في شوارِعِها القَديمةِ
حيثُ نَبْضُ الكِبْرياءْ
لم تَنْخِدعْ بِدُمًى تُحَرِّكُها الغُزاةُ
لِكَيْ تَبيعَ لَنا الشّقاءْ
مِمَّنْ يُقَبّلُ كَفَّ غاصِبِهِ
وَيُرْدِي مَنْ لِغاصِبِهِ أَساءْ
ممّن تنمَّر بالعُداةِ وكان كلباً في العراءْ
يا أَيُّها الصَّحفيُّ طهَّرتَ الصحافةَ
حين أخرجتَ الصحافةَ
مِن مواخيرِ البِغاءْ
علَّمتها أنَّ الحقيقةَ
عندما الأقلامُ تُسْرقُ
سوفَ تُكْتَبُ بالحذاءْ
والسلامـ خـتامـ