أ.وفـاء الحــــــيزان... Admin
عدد الرسائل : 440 جنسيتك : سعودية أعلام الدول : تاريخ التسجيل : 05/12/2008
| موضوع: أطفالنا ماذا يحتاجون منا الأحد يوليو 04 2010, 21:24 | |
| د. وفاء إبراهيم العساف الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد : فإنه عند حديثنا عن تربية الأطفال يرتبط هذا الحديث بالمشكلات السلوكية التي تعانيها الأم أثناء قيامها بالعملية التربوية ، وبالسياسة المتبعة لتنشئة الابن أو البنت،وهذه المشكلات موجودة عند جميع الأطفال بدون استثناء، وهي لا تدل بحال من الأحوال على شذوذ الطفل واضطرابه أو فساد طبعه، بل إن كثيراً منها يعتبر جزءاً متمماً لتطوره الطبعي ونتيجة لتفاعله مع البيئة، وهذه المشكلات تزول بصورة عفوية تلقائية إذا أحسن علاجها وتدبيرها دون أن نترك أثراً، وقد تستعمل وتزداد ثباتاً ورسوخاً وتصبح خلقاً ثابتاً أو عادة دائمة إذا ما أسيء علاجها وتدبيرها.
وكما قال أحد الباحثين: إنه لا يوجد أطفال سيئون ولكن يوجد أهل سيئون ،وإن الطفل ليس بحاجة إلى توجيه بل الأهل هم الذين بحاجة إلى توجيه. ولا يشك أحد أن الأهل يبذلون جهدهم في تنشئة أطفالهم، وليس المقصود لوم الأهل بل محاولة إفهامهم طبيعة هذه المشكلات ، وكيفية حدوثها ، والطريق الأمثل في معالجتها . أما نمو شخصية الطفل بشكل طبيعي فلا يتم إلا بإيجاد الاستقرار والاطمئنان ، وهذا لا يتحقق إلا بتلبية حاجات الطفل الأساسية النفسية والفكرية .
أولاً: الحاجة إلى العطف والطمأنينة والقبول إن الطفل بحاجة إلى العطف والحماية منذ يومه الأول ، والطفل في سنين عمره المبكرة ترتبط حاجته إلى الأمن بإشباع حاجته الفسيولوجية الأساسية من غذاء ونوم وغيرهما. ولذلك ربط القرآن الكريم بين هذه الحاجات الجسمية كالطعام وبين الحاجات النفسية كالأمن وذلك في قوله – تعالى - :" فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" . وحديث النبي – صلى الله عليه وسلم - :" من نام آمناً في سربه عنده قوت يومه معافى في بدنه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".
والطفل يضطرب كذلك بالانتقال من دار إلى دار، أو بتغيير المربية ،أو حين ولادة أخ جديد إذ يخاف فقدان المحبة التي كان يتمتع بها وحده دون مزاحمة، فلذا يجب بذل الجهد ليشعر أنه لا يزال محبوباً كالسابق وأن مكانته لم تتأثر . إن انتقاد الطفل اللاذع ومقارنته السنية مع الآخرين خطأ فاحش، وقد تؤدي إلى وجود الحقد والحسد وعدم الاطمئنان عند الطفل .
قال أحد الباحثين: إن من أهم عواقب حرمان الطفل من العطف والحنان والمحبة في سنينه الأولى هو عدم قدرته على محبة الآخرين أو تلقيه المحبة منهم فيما بعد .
ولقد اهتم الإسلام بهذا الأمر اهتماماً شديداً ودلنا على الطريقة التي نبني بها عاطفة الطفل ونؤدي له حقه ليكون إنساناً سوياً في مستقبله.
نذكر أمثلة من الواقع 01 1- القبلة والرأفة والرحمة : أخرج البخاري ومسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ، فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟ فقال: نعم، قالوا: لكنا والله ما نقبل، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أَوأَملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة" رواه أحمد في مسنده 6/70.
عن أنس، كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- "أرحم الناس بالصبيان والعيال" انظر صحيح الجامع 4797 رواه مسلم .
وقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: " إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء صبي فأتجوّز في صلاتي لما أعلم من وَجْد أمه من بكائه" رواه الخمسة إلا أبا داود . "وكان يصلي بالناس وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها" أخرجه الستة إلا الترمذي.
ومن صور العطف والحنان المداعبة والملاعبة للصغار:
روى الطبري عن جابر – رضي الله عنه – قال : "كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ورغبنا إلى طعام ، فإذا الحسين يلعب في الطريق مع صبيان فأسرع النبي – صلى الله عليه وسلم – أمام القوم ثم بسط يده فجعل يفرها هنا وهناك فيضاحكه رسول الله – صلى الله عليه وسلم- حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه وقبله، ثم قال : حسين مني وأنا منه ، أحبّ اللهُ مَنْ أحبه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط" حديث حسن رواه البخاري في الأدب والترمذي وابن ماجة والحاكم، انظر صحيح الجامع 3146.
وكان رسول الله يزور الأنصار كما روى أنس عنه ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم – صحيح ورواه النسائي ورواه ابن حبان .
وروى مسلم عن جابر بن سمرة وهو من أطفال الصحابة قال :صليت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعني صلاة الظهر، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان أي صبيان فجعل – صلى الله عليه وسلم – يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً، قال جابر وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده برداً وريحاً كأنما أخرجها من جُونة عطار ( سُليلة مستديرة يجعل فيها العطار عطره ) وكان -صلى الله عليه وسلم- يضع في فمه قليلاً من الماء البارد ويمجه في وجه الحسن فيضحك .
وكان عمر – رضي الله عنه – يمشي على يديه ورجليه وأولاده على ظهره يلعبون وهو يسير بهم كالحصان فيراه بعض الناس فيقول له : أتفعل ذلك وأنت أمير المؤمنين؟ فيقول: نعم فينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي – أي في الأنس والسهر – فإذا كان في القوم كان رجلاً .
وأورد الهيثمي في مجمع الزوائد عن أبي يعلى قال كنت عند النبي – صلى الله عليه وسلم- وعلى صدره أو بطنه الحسن أو الحسين – عليهما السلام- فبال فرأيت بوله أساريع يعني طرائق يمشي، فقمت إليه فقال: دعوا ابني لا تفزعوه حتى يقضي بوله ثم أتبعه الماء ،وفي رواية " لا تستعجلوه" قال الهيثمي : ورجال الحديث ثقات .
ويستمر الباحث ليقول: على قدر ما يطبق الأهل طرق العنف تلبية لرغبتهم الجامحة في الحصول على طاعة أبنائهم وعلى قدر ما يستعملون يدهم الثقيلة وعضهم على الأنامل من الغيظ وتعابير وجوههم القاسية على قدر ما يعظم عصيان الطفل وسلبيته ومساوئه وشعوره بالقلق وعدم الطمأنينة .
ويزداد احتياج الطفل للمحبة والشعور بالاطمئنان بعد السنة الأولى، إذ يزداد اعتماده على أهله فهو يرغب أن يكونوا إلى جانبه طوال الوقت. ويشتد احتياج الطفل للعطف والاطمئنان في بعض الظروف الخاصة كالمرض والألم التعب فهو يريد أن يتأكد دائماً أنه شخص محبوب له مكانته وأنه لا يفرط به بأي شكل ، وهو أيضاً بحاجة إلى مزيد من العطف عندما يكون في مواقف حرجة كحالات الغضب أو البكاء أو حالات الاضطراب ، وهو بحاجة إلى العطف بصورة أخص عندما لا يكون جميلاً جذاباً لعله لنقص في الجمال، أو نقص في الذكاء . وهذا ما يسمى بالحاجة إلى القبول.
ولذلك نجد أن الإسلام تحرى العدل بين الأولاد والمساواة بينهم ، يقول – صلى الله عليه وسلم - : " إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم ". وكذلك لو استبدل الأهل الكلمات النابية وعبارات التوبيخ بكلمات جميلة مقبولة لقلت أو ألغيت الاضطرابات السلوكية عن الأطفال .
وعلى قدر ما نعطي أبناءنا من التشجيع والثقة بالنفس والعاطفة الصادقة وعلى قدر ما ننهض بهم ونمنحهم الحرية على قدر ما تكون استجابتهم وتعاونهم .
.......................... موضوع أعجبني فنقلته لكم | |
|
سمية
عدد الرسائل : 822 العمر : 31 الموقع : على النت جنسيتك : يمنية فصل : 3\2ع أعلام الدول : تاريخ التسجيل : 13/04/2010
| |
أ.هند الاسمري
عدد الرسائل : 19 جنسيتك : سعودية أعلام الدول : تاريخ التسجيل : 03/11/2009
| موضوع: رد: أطفالنا ماذا يحتاجون منا الثلاثاء يوليو 06 2010, 00:54 | |
| يعطيك العافيه الاستاذه والام الحنون وفاء موضوع يستحق الاهتمام | |
|
أ.هند الاسمري
عدد الرسائل : 19 جنسيتك : سعودية أعلام الدول : تاريخ التسجيل : 03/11/2009
| موضوع: رد: أطفالنا ماذا يحتاجون منا الثلاثاء يوليو 06 2010, 00:57 | |
| يعطيك العافيه الاستاذه والام الحنون وفاء موضوع يستحق الاهتمام | |
|